يعاني حوالي اثنين من كل ثلاثة أشخاص مصابين بفيروس كورونا من فقدان حاسة الشم، وفقًا لبحث أجراه مشفى UMC Utrecht، كما تعاني نسبة كبيرة من المصابين بفقدان حاسة التذوق، كيف يكون ذلك ممكنا وماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟

يقول البيرش بوتسما، عالم الأعصاب وقائد المشروع في مركز الشم والتذوق في مستشفى Gelderse Vallei في ايدي: “لقد عطل كورونا الاتصال بين الأنف والدماغ، بحيث لا تشم رائحة طيبة أو تعاني من تشوه الرائحة، يمكن عند شرب فنجان من القهوة أن تشم رائحة الخل فجأة، يؤثر الفيروس أيضًا على براعم التذوق لديك، ونتيجة لذلك، تختلف النكهات الأساسية في الطعم الحلو والمالح والحامض والمر، بحيث تكون أكثر أو أقل قوة”
من المفيد أن تعرف: أنه في حوالي 90 بالمائة من مرضى كورونا، تعود حاسة الشم والذوق في غضون شهر، بينما في 10 في المائة من المصابين، تبقى الرائحة والذوق مختلة لفترة أطول، يحذر بوستما: “تبدو هذه مجموعة صغيرة من حيث النسبة المئوية، ولكن بالنظر إلى عدد الإصابات الكببر بالكورونا، فإن هذا أكثر مما تعتقد”.

تدريب الرائحة لأنفك ودماغك
عندما تغيب حاسة الشم والتذوق لأكثر من شهر، يوصي بوستما بالتدريب على الرائحة، لقد ثبت علميا أن ذلك يساعد: “على سبيل المثال، مع العلاج الطبيعي، تقوم بتدريب كاحلك ليصبح أقوى، و مع التدريب على حاسة الشم، تقوم بتدريب أنفك وعقلك على إدراك الروائح بشكل صحيح مرة أخرى، من خلال شم الروائح المختلفة بوعي”.
الفكرة هي أن تشم مجموعة عطرية من أربعة عطور، مرتين في اليوم لمدة 12 إلى 24 أسبوعًا.
هناك مجموعتان مختلفتان ثبتت فعاليتهما علميًا، تتكون كل مجموعة من رائحة الأزهار، ورائحة الحمضيات، ورائحة منعشة ونفاذة، ورائحة حارة.
المجموعة الأولى تتكون من: الورد والليمون والأوكالبتوس والقرنفل، و المجموعة الثانية من: الياسمين واليوسفي والنعناع والزعتر.

ما لا يساعد، وفقًا لبوستما، هو حقنة الزنجبيل الشهيرة، تعتبر الحقنة حادة ولاذعة، لكنها للأسف لا تضمن عودة مرضى كورونا إلى رائحتهم وطعمهم.
ما هو غير حكيم أيضًا هو استخدام أقراص الزنك بمبادرتك الخاصة: “قرأت على الإنترنت أن مرضى كورونا يتناولون أقراص الزنك، لكنني لا أوصي بهذا”، كما يقول عالم الأعصاب بشكل مؤكد: “عندما تقوم بإعطاء الزنك بجرعة عالية، يمكن أن يكون لهذا آثار جانبية خطيرة ويعطل تأثير الأدوية الأخرى، لذلك ناقش هذا دائمًا مع طبيبك أو أخصائي طبي”.

الأكل شر لا بد منه
ديزي إيغينك أخصائية تغذية إكلينيكية في مركز هاخلاندين الطبي، إنها ترشد مرضى كورونا السابقين والأشخاص المصابين بالفيروس طويل الأمد في شفائهم.
ترى إيغينك أن مرضاها يفقدون متعة الأكل نتيجة فقدان حاسة الشم والتذوق.
تقول اختصاصية التغذية: “يُنظر إلى الأكل الآن على أنه شر لا بد منه، ونتيجة لذلك، فإنهم يأكلون أقل ولا يحصلون على ما يكفي من العناصر الغذائية، وبالإضافة إلى فقدان حاسة الشم والتذوق، نرى استمرار شكاوى التعب وفقدان كتلة العضلات.

ما يمكن أن يكون مصدرًا للإرهاق هو الأكل غير الصحي في كثير من الأحيان، توضح: “بسبب نقص الطاقة، تتزايد الحاجة إلى المنتجات الغنية بالطاقة مثل رقائق البطاطس والشوكولاتة، هذا يضعك في حلقة مفرغة وستحصل على طاقة أقل”.
من أجل التعافي الجيد، من المهم الحصول على ما يكفي من الطاقة والبروتينات، بناءً على عوامل مثل الوزن وكتلة العضلات: “بالإضافة إلى التغذية، فإن التمارين الرياضية الكافية والراحة والصبر والثقة هي أمور مهمة”.

 

المصدر: NU