لقد أنقذت عمليات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها عدة دول أوروبية أرواح ملايين الناس.
أظهرت أبحاث بريطانية أن أعداد الوفيات في أوروبا في أوائل شهر مايو كانت سترتفع إلى 3.1 مليون حالة وفاة لولا عمليات الإغلاق، في الواقع، توفي 135,000 شخص في ذلك الوقت.
قال الباحثون لوسائل الإعلام البريطانية إن “حصيلة القتلى كانت ستكون هائلة” لو لم تطبق الدول عمليات حظر صارمة .
إحدى عشرة دولة أوروبية
استمرت هذه الدراسة حتى أوائل شهر مايو وركزت على أحد عشر دولة أوروبية، بما فيها بريطانيا و إيطاليا و فرنسا وإسبانيا وألمانيا، لم يتم تضمين هولندا في الدراسة.
النتائج كانت مذهلة فقد أدت عمليات الإغلاق، التي أجبرت الناس على البقاء في منازلهم و إبقاء الشركات مغلقة، إلى انخفاض حاد في عدد الإصابات.
انخفض معدل انتشار العدوى بشكل حاد:
خلُص الباحثون إلى أن معدل الإصابات، و المعروف أيضًا باسم رقم التكاثر، الذي يشير إلى كم عدد الأشخاص الذين من الممكن نقل العدوى اليهم من شخص مصاب بالفيروس، قد انخفض كثيراً.
في بريطانيا، كان رقم التكاثر في بداية تفشي المرض 3.8، حسب تقدير الباحثين، وبالتالي ينقل كل شخص مصاب العدوى إلى أربعة أشخاص آخرين.
بسبب الإغلاق، انخفض عدد التكاثر في بريطانيا إلى 0.63 في أوائل شهر مايو.
ونتيجة لذلك، تم إنقاذ حوالي 470.000 شخص في بريطانيا وحدها، و تم إنقاذ 690.000 شخص في فرنسا، وتم إنقاذ 630.000 شخص في إيطاليا بسبب الإجراءات الصارمة.
ويقدر الباحثون أن عدد الإصابات كان سيرتفع من حوالي 12 إلى 15 مليون أوروبي في أوائل مايو، لولا الإجراءات.
افتراضات مهمة
يفترض الباحثون أن الناس ما كانوا ليعدلوا سلوكهم بأي شكل من الأشكال لو أن الحكومات لم تطبق عمليات الإغلاق.
ما زلنا بعيدين عن الحصانة الجماعية:
من المتوقع أن يكون لدى جيراننا الجنوبيين في بلجيكا 8 في المائة من السكان مصابين بفيروس كورونا، بينما في النرويج (0.46 في المائة) وألمانيا (0.85 في المائة).
المناعة الجماعية لا تعمل إلا إذا أصيب ما لا يقل عن 60 إلى 70 في المائة من السكان بفيروس كورونا.
الحذر عند التخفيف:
يقول الباحثون إن تخفيف إجراءات كورونا يجب أن يتم بعناية فائقة.
يوضح العالم أكسل غاندي لصحيفة الغارديان: “لا ينبغي للدول أن تخفف كثيرًا في نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين حتى نتمكن من التراجع عن التخفيف إذا زاد عدد الإصابات بسرعة كبيرة”.
المصدر: RTL