في بداية شهر مارس الجاري اختفت الأم باسمة عباس، وبناتها الثلاث، منال، ريما وتالا، من بلدة أنصار اللبنانية الجنوبية، من منزلها و دون أن تُعرف وجهتهنّ، وحسب شهود عيان من البلدة، فقد شوهدن لآخر مرة في سيارة المدعو حسين فياض، وهو شاب من البلدة كان يعمل في افريقيا وأحواله المادية ميسورة إلى حدّ ما، كما أن عائلته معروفة بصيتها الحسن في البلدة، وكان قد دخل بيت العائلة المفجوعة بنّية الزواج، تم القبض عليه يوم الجمعة الماضي واعترف بقتل الأم وبناتها ورميهن في مغارة بجنوب لبنان.

وحسب ما أبلغت المصادر الأمنية صحيفة “المدن”، فإنه بعد التبليغ عن اختفائهنّ، استدعت النيابة العامة الاستئنافية في النبطية الشاب حسين للتحقيق معه، على اعتبار أنه آخر من شاهدهنّ، وأخلي سبيله بعد التحقيقات، فاستمرّ اللغز في قضية الاختفاء، على وقع انتشار أخبار كثيرة في بلدة أنصار حول وجهة الأم وبناتها، بين من قال إنهن هربن من البلدة، ومن رسم سيناريوهات أوصلت العائلة إلى العيش بسوريا، وقيل أيضاً أنهن قتلن وبيعت أعضائهن.
لم تقتنع مخابرات الجيش اللبناني بالنبطية بنتيجة التحقيقات مع الشاب، الذي غادر إلى سوريا ثم عاد إلى لبنان، فأجرت تحقيقاتها طيلة الفترة الماضية، وطلبت منذ أيام الاستماع إلى الشاب مجدداً، فلم يستجب للطلب، وفرّ إلى جهة مجهولة، و حسب المصادر الأمنية، أشارت إلى أن مخابرات الجيش اللبناني لاحقته وأوقفته يوم أمس الخميس، وأجرت التحقيقات معه.

أنكر الموقوف بدايةً علمه بمصير الأم والفتيات في التحقيقات، ثم اعترف فيما بعد بمشاركته بجريمة القتل، بوجود شخص سوري الجنسية، أقدم على فعل القتل، كما أرشد المحققين إلى مكان الدفن، وهو بستان زراعي يعود لأحد أقربائه في الجنوب.
تُشير المصادر إلى أن مخابرات الجيش اللبناني توجهت مساء الخميس إلى المكان المقصود، ووجدت جثة واحدة، إلا أنها أوقفت عملية البحث واستخراج الجثث، بعد فرض حراسة مشددة على المكان، لعدم تدمير مسرح الجريمة، وتم انتظار فرق الأدلة الجنائية التي عثرت على بقية الجثث يوم الجمعة مرمية في مغارة.
وتؤكد المصادر الأمنية أن كل الروايات التي انتشرت عن أسباب القتل غير مؤكدة، ولم تصدر عن جهات موثوقة.
قيل الكثير عن مصير الأم وبناتها، ولعلّ أبرز ما نُشر كان متعلقاً بعملية “بيع أعضاء”، وهذا كله تضعه المصادر الأمنية في سياق الروايات غير المثبتة، كاشفة أن المتهم اعترف بوقوع الجريمة، ولم يتحدث بعد عن الدوافع، وهو ما سيُعرف في التحقيقات التي تجري في صيدا.

لم ترغب فعاليات بلدة أنصار بالتعليق على ما يجري حالياً، بانتظار حصولها على أجوبة من المعنيين حول حقيقة ما جرى وأسبابه. إلا أن الأكيد أن بلدة انصار تعيش حدثاً ربما يكون الأسوأ في تاريخها.

 

المصدر: المدن