عيون آية مليئة بالإصرار، وليس بها أي أثر للخوف، الفتاة من سوريا لم تبعد نظرها عندما تعرض رجل بلا مأوى للهجوم في إرفورت، لم تتردد الفتاة اللاجئة للحظة وقامت بمساعدته!.
تعود آية البالغة من العمر 12 عاماً، بذاكرتها إلى المشهد في وسط إرفورت، عندما حدث ذلك قبل أسبوع.
كان يومًا لطيفًا من شهر مايو، وكانت الفتاة السورية قد رتبت للذهاب للتسوق مع أصدقائها.
تروي الطالبة في الصف الخامس بهدوء: “رأيت امرأة تتشاجر مع رجل مشرد وتهينه”.
لم يتدخل أحد من المارة، آية الوحيدة التي تدخلت، وقفت بشجاعة بينها وبين الرجل الأعزل وكلبه: “كنت أشعر بالأسف لأجله، لم أستطع تحمل مدى سوء معاملة المرأة له، كانت مليئة بالكراهية”.
كان على الفتاة أن تدفع ثمناً باهظاً لشجاعتها المدنية: بعد أن وصفت المرأة الفتاة بأنها “عاهرة”، قامت بضرب آية، و تمكن المارة أخيرًا من نقلهم إلى بر الأمان.
اعتقلت الشرطة الجانية بعد ذلك بوقت قصير، أصيبت آية بجروح طفيفة وبضع كدمات، عائلتها تفكر في توجيه اتهامات بالاعتداء للجانية.
لماذا تدخلت؟ تجيب آية: “لم تكن مشكلة كبيرة بالنسبة لي، أردت فقط مساعدة الرجل، لم يستطع فعل أي شيء لكونه فقيرًا وبدون منزل، لماذا نظرت له تلك المرأة باحتقار؟”.
آية تعني المعجزة في اللغة العربية، لم تستطع والدتها رزان (30 سنة) اختيار اسم أنسب لابنتها، تقول الأم لأربعة أطفال بفخر: “لقد دافعت آية دائمًا عن الضعفاء، تجد طفلتي صعوبة في تحمل الظلم”.
لكن رزان تخشى أيضًا على ابنتها الواثقة من نفسها: “ماذا لو طعنتها المرأة أو دفعتها أمام الترام؟”
كانت آية تبلغ من العمر أربع سنوات فقط عندما فرت مع عائلتها من سوريا إلى ألمانيا في عام 2014، وجد اللاجئون أخيرًا منزلًا آمنًا في إرفورت.
آية تدرس في مدرسة توماس مان، تتحدث الآن الألمانية بطلاقة، وهي طالبة وممثلة للصف، تشرح آية أن الحاجة إلى الدفاع عن الأشخاص الأضعف، أتت من تجاربها في الحرب.
تقول الطالبة: “كلما سمعت أصوات صفارات الإنذار في أي مكان اليوم، أفكر على الفور في القنابل، فقدنا كل شيء تماما في ذلك الوقت، استقبلتنا ألمانيا وساعدتنا، حان الوقت لرد بعضًا من ذلك”.
والفتاة فخورة بنفسها قليلاً: “سأساعد الناس دائمًا”.
عندما تكبر آية تريد أن تصبح ضابطة شرطة أو سياسية، إنها خطة جيدة، لأن ألمانيا بحاجة إلى بطلات مثل آية.
عروض خاصة و حصرية من Luxury Tour و الأماكن محدودة✈️ ذهاب و عودة
المصدر: Bild