واجهت السلطات الألمانية انتقادات شديدة إثر انتشار مقطع فيديو يُظهر انتزاع طفل مهاجر مسلم عنوة من أسرته في مدينة برمرهافن شمالي البلاد.

وأظهر المقطع المصور الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل لحظة دخول أفراد الشرطة ووكالة حماية الأطفال منزلا، وانتزاع طفل صغير من أسرته بينما كان الطفل يبدو خائفا ويبكي مناشدا المساعدة ومحاولا التملص منهم.

وظهر في المقطع أفراد أسرة الطفل وهم يصرخون على عناصر الشرطة، ويبلغونهم بأن الطفل يعاني مشكلات صحية، ويحتاج إلى أسرته ولا ينبغي سحبه منهم.

وسُمع أحد أفراد الشرطة وهو يقول للأسرة إن قرار سحب الطفل جاء من المحكمة ومكتب رعاية الشباب (Jugendamt)، وإنهم جاؤوا لتنفيذ أمر المحكمة.

وانتقد العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الشرطة لتصرّفها وطريقة الاعتقال، واتهموا مكتب رعاية الشباب بأخذ الأطفال عنوة من أهاليهم.

وأكدت شرطة برمرهافن حدوث الواقعة هذا الأسبوع، لكنها قالت إن الفيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مع “مزاعم كاذبة” بشأن أسباب سحب الطفل.

وقالت الشرطة، السبت، في بيان “يُظهر الفيديو قسما صغيرا من إجراء أمرت به المحكمة لنقل طفلين للرعاية”.

وأضاف البيان “أخذ الأطفال للرعاية هو دائما الملاذ الأخير، ولا يحدث إلا لأسباب جدية، لا يمكننا تقديم أي تفسيرات إضافية بشأن أساس هذا القرار لحماية الأسرة والأطفال”.

وقالت الشرطة في بيانها “دائما ما يكون أخذ الأطفال لدور الرعاية هو الخيار الأخير، ولا يحدث إلا إذا كانت هناك أسباب جدية. نطلب تفهمكم، ومن أجل حماية الأسرة والأطفال لا يمكننا تقديم أي تفسيرات أخرى”.

وبحسب تقارير محلية ألمانية، فقد شهد العامان الماضيان زيادة في عدد الأطفال المهاجرين على وجه الخصوص، والذين يتم إيداعهم لدى دور الرعاية التابعة لمكتب رعاية الشباب في ألمانيا.

وأفاد تقرير على شبكة “إن تي في” الألمانية نقلا عن المكتب الفدرالي للإحصاء، أنه تم إيداع حوالي 47 ألفا و500 طفل مؤقتا في دور الرعاية عام 2021، بزيادة 5% على عام 2020، في حين بلغ عدد الأطفال الذين أُخذوا إلى دور الرعاية عام 2017 حوالي 61 ألفا و300 طفل.

 

المصدر: الجزيرة