لم يقم الدكتاتور السوري الهارب بشار الأسد بإبلاغ المقربين منه بخطط هروبه، وحتى شقيقه الأصغر، الجنرال ماهر الأسد، لم يسمع بذلك، إلا بعد هروب الدكتاتور إلى روسيا.
ويتجلى ذلك من خلال إعادة الإعمار التي أجرتها وكالة رويترز للأنباء، وتحدث صحافيون من وكالة الأنباء إلى أربعة عشر شاهداً بقوا بالقرب من الأسد في الأيام والساعات الأخيرة.
تعطيل جهاز الإرسال والاستقبال
خلال يوم السبت أصبح من الواضح أن دمشق يمكن أن تسقط بسرعة، استولى متمردو هيئة تحرير الشام على حمص ووصل متمردون آخرون إلى ضواحي العاصمة من الجنوب والشرق، ولم يبد الجيش السوري أي مقاومة تذكر.
قبل ساعات من رحلته، ربما مساء السبت، خاطب الأسد القادة العسكريين ورؤساء الأجهزة الأمنية، وأكد لهم أن المساعدات العسكرية من روسيا قادمة في طريقها، ولكن وفقا لمصادر رويترز، فقد تم إبلاغه بالفعل خلال اجتماع مع بوتين في موسكو في 28 نوفمبر بأنه لن يتلقى تلك المساعدة.
وتحدث رئيس الوزراء آنذاك جلالي إلى الأسد هاتفياً في ذلك المساء: “في محادثتنا الأخيرة قلت مدى سوء الوضع وأن تدفقاً كبيراً للاجئين بدأ من حمص إلى اللاذقية، وكانت هناك مشاهد ذعر ورعب في الشوارع”، أجابني: “غدًا، غدًا”، و كان هذا آخر ما قاله لي.
وقبل مغادرته القصر الرئاسي، طلب الأسد من مستشارته الإعلامية بثينة شعبان الحضور إلى منزله للعمل على إلقاء كلمة له، لكن عندما وصلت إلى هناك، لم يكن هناك أحد في القصر، وقد تم ترك المتعلقات الشخصية مثل ألبومات الصور على عجل.
وصعد الأسد على متن طائرة ليل السبت إلى الأحد، وكانت الطائرة التي استقلها تحلق على ارتفاع منخفض بعيدا عن أنظار الرادارات، تم إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الذي يكشف عن الموقع.
وكتبت وكالة بلومبرغ للأنباء يوم الأربعاء أن موسكو أصرت على هذه الرحلة، وكانت موسكو تريد منع حدوث حمام دم مثل الذي حدث عام 2011 عندما سقط الدكتاتور الليبي القذافي، ويقال إن رحلة الأسد تم تنظيمها من قبل المخابرات الروسية.
وكتبت رويترز أن الطائرة توقفت في القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية وتوجهت من هناك إلى موسكو، حيث كانت زوجة الأسد وأولاده الثلاثة موجودين هناك بالفعل.
ووفقا لثلاثة مصادر، خطط الأسد في البداية للفرار إلى الإمارات العربية المتحدة مع عائلته، ولكن تلك الدولة رفضت ذلك، كانت تخشى على سمعتها لو قامت بحماية رجل استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
شقيق بشار
ويقال إن ماهر الأسد، قائد وحدة النخبة في الجيش السوري، تمكن من الفرار إلى بر الأمان، وبحسب رويترز، حدث ذلك بعد أن عرف بهروب شقيقه، وقد استقل طائرة هليكوبتر وتوجه بها إلى العراق، ويقال أيضًا أنه موجود الآن في روسيا.
كمين طريق لبنان
لكن لم تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لاثنين من أقربائه من جهة والدته “عائلة مخلوف”، ويقال إنهم تعرضوا لكمين أثناء فرارهم بالسيارة إلى لبنان، وقالت مصادر لرويترز إن أحدهما قتل وأصيب الآخر، ومن غير المعروف كيف حال أفراد الأسرة الآخرين.
المصدر: NOS