وفقا لوالديه، كان عملا يائسا، فالحياة المليئة بالخوف قتلت ابنهما علي غزاوي البالغ من العمر 14 عامًا، انتحر اللاجئ السوري يوم الثلاثاء في مركز طالبي اللجوء (AZC) خيلزي.

يظهر شقيق علي الأصغر محمد البالغ من العمر 12 سنة، كتاب كبير بأكثر من ألف صفحة.
عنوان الكتاب باللغة الإنجليزية “التشريح” كان علي يقرأه منذ عدة أشهر.
قال الشقيق: “أراد أخي أن يصبح جراح القلب، نظرت إليه كثيراً، ظننت أنه من الجيد أن يتمكن من قراءة اللغة الإنجليزية، حتى أن علي كان يتحدث خمس لغات، كان الأفضل بيننا بتحدث اللغة الهولندية”.

لم يكن هناك راحة
علي كان حزينًا للغاية، غير قادر على قبول أن عائلته لم تستريح حتى الآن بعد الفرار من سوريا التي مزقتها الحرب.
في السنوات التسع الأخيرة من حياته، هرب الصبي مع والده أحمد وأمه عائشة وخمسة إخوة وأخوات. العائلة من درعا، وهي مدينة في جنوب غرب سوريا، مكان دمرته الحرب الطويلة.

الطفل علي غزاوي البالغ من العمر 14 عام والذي فارق الحياة إنتحاراً في مركز استقبال اللاجئين خيلزة في هولندا

يقول الأب أحمد: “كان علينا أن نخرج من هناك، ولم يكن لدينا خيار، بقينا في مخيم للاجئين في لبنان لمدة خمس سنوات.
أخيرًا انتهى بنا المطاف في إسبانيا، ووعدنا بإمكانية الحصول على منزل في هذا البلد ويمكنني العمل فيه. لسوء الحظ تغير هذا، نعم حصلنا على تصريح إقامة في إسبانيا، لكن إقامتنا في مدينة مرسية كانت غير قابلة للعيش، مكثنا في غرفة بدون نافذة حتى، لا يمكن البقاء هناك مع عائلة مكونة من ثمانية أفراد”.

تسمع العائلة أن اجراءات الاستقبال في هولندا أفضل بكثير وتقرر الهروب مرة أخرى، انتهى بهم المطاف في مركز استقبال اللاجئين في تير أبل.
تم تقديم طلب لجوء جديد، ولكن لا توجد فرصة تقريبًا لبقاء عائلة الغزاوي في هولندا، لأنهم كانوا قد تقدموا بطلب لجوء في إسبانيا وحصلوا على الإقامة هناك.
يجب عليهم العودة إلى إسبانيا، ولكن مرة أخرى يتم استقبالهم هناك بشكل سيئ وتنام الأسرة حتى في الخارج في الشارع، قيل لنا أنه كان علينا العودة إلى هولندا ، ويبدو أن أوراقنا لم تعد صالحة، وقد تعاملت الشرطة على وجه الخصوص بعنف شديد، حتى على الأطفال”.

الأب المكلوم أحمد غزاوي في مركز خيلزة لاستقبال اللاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم

الأمان:
عندما عادوا إلى هولندا من جديد، تعلم علي المزيد عن الثقافة الهولندية، شعر بالأمان هنا.
تقول الأم عائشة: “لم يكن طفلنا يخاف من الشرطة هنا، كما هو الحال في إسبانيا.
عندما سمعنا مؤخرًا أنه لا يمكننا بالتأكيد البقاء في هولندا، كان لذلك أثر سيء على نفسيته، لم يعد يريد أن يتكلم و يأكل، لم أكن أجرؤ على إغفاله للحظة”.

في عام 2019، حاول علي أن ينتحر لأول مرة، لكن والده تمكن من إنقاذه.
أعقب ذلك محادثات في الصحة النفسية، لكن حالة الصبي أصبحت أسوأ.
يوم الثلاثاء الماضي، قام بمحاولة جديدة في مركز استقبال اللاجئين في خيلزي ، حيث يتم استقبال العائلات المرفوضة طلبات لجوئهم، وقد فارق على اثرها الحياة، تسبب فقدان علي في قدر كبير من الحزن.

تتابع الأم: “نريد أن نروي هذه القصة لنثبت أن الأطفال اللاجئين مثل علي ليس لديهم مكان آمن في أوروبا.
لا تستغرق إجراءات اللجوء وقتًا طويلاً فحسب، ولكن هناك اختلافات كثيرة في الاستقبال لكل بلد، كانت إسبانيا تجربة رهيبة لعلي.
أدى إلى قرار غير إنساني، انهار حلمه بالعيش في هولندا، أصبحت الحياة كابوسا، لن يكون ابدا طبيبا”.

الدعم المعنوي
يؤكد إدوارد إرنست، المتحدث باسم الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) رواية الأسرة.
حيث قال: “نحن نتعاطف معهم حقا، تأثرنا جدا بما حدث، خاصةً لأن علي كان صغيرًا جدًا، هذا لا يحدث أبدًا تقريبًا”.
وفقًا لإرنست، تحاول الكوا بطرق عديدة مساعدة الأسرة في الجنازة والدعم المعنوي، عندما يتعلق الأمر بإجراءات إقامة الأسرة، فإن الكوا تشير إلى IND (دائرة الهجرة والتجنس)، رفض المتحدث عن ال IND الحديث حول الحالات الفردية.

تم اليوم دفن علي الغزاوي، 14 سنة.

 

المصدر: AD ألخمين داخبلاد