في مساء يوم 14 ديسمبر 2017 قام السوري أسامة.أ بقتل رجل (فلسطيني) يدعى عباس ثم قام بقتل سيدة سورية تدعى نبيلة بمنزلها أمام ابنتها في مدينة ماستريخت الهولندية، واصاب اثنين أخرين بجروح، وجد الخبراء أنه فعل ذلك بسبب حالة من الجنون، لكن المحكمة رأت أن أسامة مسؤول عن جرائمه جزئياً بسبب تعاطيه المخدرات و حكم عليه بالسجن 24 عاماً والعلاج النفسي الإلزامي.
قام باستئناف قرار الحكم و عقدت جلسة أمام محكمة الإستئناف في دنبوش.

نفى أسامة.أ البالغ من العمر 40 عاماً، أنه تعاطى المخدرات والحبوب قبل وقت قصير من ارتكاب الجرائم و يعارض حكم محكمة ماستريخت.
التي حكمت بأنه مسؤول جزئياً عن حالة الهذيان التي أدت لأفعاله، بسبب تعاطيه للمخدرات.

طعن أسامة، شخصين حتى الموت في ماستريخت مساء ذلك اليوم من شهر ديسمبر 2017 وأصاب اثنين آخرين بجروح خطيرة.
دخل في شجار مع صديقه عباس الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 46 عاماً وطعنه عدة مرات في منزله الكائن في شارع بوتسارت و ذبحه من رقبته خارج المنزل.
وقال أن عباس هو الذي هاجمه، ثم ذهب إلى شارع جوزيف بوستمسترات حيث تسكن عائلة المرأة السورية نبيلة التي كانت تبلغ من العمر أنذاك 56 عامًا، و التي ماتت أمام ابنتها بعد تلقيها العديد من الطعنات في مدخل منزل الأسرة، و بالكاد نجت الابنة إيناس من الهجوم بفضل التصرف البطولي التي قام به جارهم الهولندي جاك الذي ضرب أسامة على رأسه بمفتاح.

الجار جاك كوسترس يحصل على وسام الشرف لشجاعته وتصرفه البطولي الذي أدى إلى انقاذ جارته السورية إيناس

ويشير ملف القضية إلى أن الجاني أسامة حمّل أسرة الضحية نبيلة مسؤولية المعاناة المزعومة لأقارب له في سوريا.

مشاهد من ليلة وقوع الجرائم في ماستريخت:

التراجع عن أقواله السابقة
نفى أسامة القادم من محافظة الرقة السورية الكثير من التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق أمام الشرطة ومحكمة ماستريخت، و القائمين على مركز بيتر بان للعلاج النفسي.
ألقى باللوم عن جرائم القتل على الأخرين ويتحدث عن مؤامرة ضده من قبل آخرين في المدينة وقال كلهم “كذابون”، و وصف رجال الشرطة بأنهم “مجرمون وإرهابيون” والمدعي العام والمحامي العام بأنهم أيضاً “كذابون”.

سبق لأسامة أن تورط في حوادث عنف أخرى في هولندا، عندما طعن شاباً ليبيًا في شهر يناير 2017، و تم إسقاط هذه القضية في البداية لأن كلاهما كان مذنباً، ولكن لاحقًا – بعد القتل – أضيفت إلى هذه القضية الجنائية.
يبدو أن تداعيات تلك القضية سببت ضغوطًا كبيرة لأسامة، فقبل يومين من جرائم القتل، وقع حادث عنيف في صالة الألعاب الرياضية، مما أدى إلى مشاجرة، وفي النهاية هاجم أسامة شخصًا ركض باتجاهه.
تم عرض المشاهد في المحكمة لكن لا يمكن إثبات أن أسامة تعرض للضرب أولاً.

أسامة ينفي تعاطيه المخدرات قبل وقت قصير من ارتكابه جريمة قتل مزدوجة في ماستريخت
وصلت خدمة التدخلات الخاصة (DSI) إلى موقع الجرائم في ماستريخت، لأنه تم أخذ الإرهاب بعين الاعتبار.

و بعد القاء القبض عليه ونقله إلى زنزانة الشرطة، قام بالقاء الطعام والشراب على ضابط شرطة.
قال أسامة: “أصبت بالفصام هناك عند الشرطة”، (في ذلك الحين فحصه طبيب من GGD لكنه لم يجد لديه مشاكل طبية أو نفسية حادة).

قال أنه ذهب إلى زوج نبيلة، وهو رجل محترم في المجتمع السوري، وطلب منه المساعدة، و أجابه بأنه لا يستطيع فعل أي شيء من أجله، ونصحه بالذهاب للشرطة.
في يوم القتل، ذهب إلى استوديو آثوس، حيث قال (وفقًا للموظفين)، إنه كان قيد الملاحقة و “أرادوا” تجنيده في داعش.
و في ذلك المساء، ذهب إلى المركز الثقافي التركي وضرب موظف مساعدة اللاجئين، و أنه صرخ “لماذا لا تساعدني”، عندما سألته المحكمة عن سبب ضربه للموظف أثناء طلب المساعدة، لم يرد.

فيديو يحتوي على مشاهد لأسامة وهو يحمل سكين ومشاهد أخرى في المركز الثقافي التركي:

شجار عنيف
رحل أسامة من المركز الثقافي التركي قبل وصول الشرطة، وذهب إلى منزل صديقه عباس و بعد ذلك بوقت قصير، اندلع شجار عنيف في منزل عباس، فقام بطعنه و قطع رقبته.
تتفاجأ المحكمة من أن أسامة تحدث فقط عن اختطاف من قبل الشرطة أدى إلى اصابته بالمرض في رأسه، لكنه لم يتحدث عن الفظائع التي ارتكبها.
يقول أسامة إنه لا يتذكر أي شيء عما حصل بعد ذلك، سوى سيره إلى شارع Joseph Postmesstraat، حيث قرع الجرس وفتحت زوجة الرجل المحترم الباب.
بحسب الإبنة إيناس، أنه صرخ “عليكم جميعًا أن تموتوا”، لكنه يقول أنه لا يتذكر أي شيء، و حتى الآن في محكمة الإستئناف، يقول إنه لا يتذكر مقتل نبيلة.

أسئلة المحكمة تصيبه بالدوار!
تسأله المحكمة لماذا ذهب اليهم، فيجيب على أن الأسئلة الكثيرة التي تطرحها المحكمة تجعله “يصاب بالدوخة”.
فيقول القاضي: “يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة ذلك على الأقارب، وأن الأسئلة حول هذا الأمر تجعلك تشعر بالدوار”، أسامة لا يجيب و يبقى صامت.
فهو يتجنب الأسئلة الصعبة، يستجيب بالمراوغة أو بالبقاء صامتاً. عندما سألته المحكمة عما إذا فكر يومًا في العائلات التي تسبب لها في الكثير من المعاناة، يظل أيضاً صامتًا.
أدى هذا إلى لحظة اضطراب في المدرجات خلف الزجاج، حيث يجلس أقارب الضحية نبيلة، يصرخون ويضربون الحائط الزجاجي.

لقد صرح في وقت سابق للشرطة وللمحكمة في ماستريخت أيضًا أنه دخن الحشيش وتناول حبوبًا مهدئة، و هو الآن ينفي ذلك.
لم يعد التحقق من ذلك ممكنًا، فقد علق محاميه يوليوس هيمسكيرك على ذلك، بأن معهد الطب الشرعي الهولندي قد صرح أن آثار الدماء قد استخدمت في أبحاث الحمض النووي لتحديد مرتكب الجريمة، ولكن تم “تخفيفها” من أجل هذا البحث لدرجة أنها لم تعد مفيدة لأبحاث المخدرات.
ولم يتم إجراء فحوصات دم أو بول أو شعر في المستشفى لأسامة بحثًا عن آثار مخدرات.
وبحسب المحكمة في ماستريخت، فإن أسامة كان مسؤولاً جزئياً عن الحالة الذهانية الناتجة عن تعاطي الحشيش والحبوب التي أطلق عليها “حبوب الهلوسة”.
أدى ذلك إلى تفاقم الحالة النفسية السيئة أصلاً بسبب الضغوط الناجمة عن التوترات بعد فقدان أفراد الأسرة في الحرب الأهلية في سوريا.

رسم لفنان في المحكمة يظهر الجاني أسامة اسماعيل أثناء الجلسة في المحكمة (الثاني من اليمين)

الحالة الذهانية
قال الخبراء أن أفكاره وسلوكياته في تلك الليلة، تم تحديدها تمامًا من خلال عالمه الداخلي الذهاني وأنه كان غير قادر على اتخاذ قرارات صحيحة.
إنهم يعتبرونه مجنونًا تمامًا ويوصون بالعلاج الإلزامي و بدون علاج ، سيكون هناك خطر تكرار الجرائم العنيفة مرتفعًا.
قد يكون هناك أيضًا ذهان مرتبط بالمخدرات، كما يقول الخبراء، استنادًا إلى تصريحات أدلى بها بعد الاعتقال حول تعاطيه للمخدرات خلال تلك الفترة.
استنتج الخبراء أنه بعد عمليات القتل، تلاشت حالته الذهانية بسرعة.

لاحظ كل من الخبراء والمحكمة أن أسامة لم يظهر أي عاطفة على الإطلاق ويبدو أنه غير متأثر عند الحديث عن جرائم القتل.

تستمر القضية يوم الجمعة، سيكون هذا اليوم مكرس بالكامل لممارسة الحق في التحدث من قبل أقارب الضحايا.
سيستفيد منه حوالي عشرة ضحايا و لأسباب تتعلق بالسلامة، سيتم ذلك من الرواق العام خلف الزجاج ومن غرفة منفصلة.
وقد رفضت المحكمة طلب المحامين بالسماح لأقارب الضحايا بالوقوف واحدًا تلو الآخر في قاعة المحكمة، اذ لا يُسمح لأقارب الضحية نبيلة بالتواجد في غرفة واحدة مع الجاني خوفًا من فقدانهم للسيطرة على أنفسهم.
فقد أشاروا في وقت سابق إلى أن أسامة يجب أن يموت، في محكمة ماستريخت تم إلقاء حذاء على المشتبه به وفي كل جلسة محاكمة كان هناك ضوضاء في المدرجات و ضرب على الحائط الزجاجي.

توفير 50% على صيانة سيارتك وإصلاح جميع الأعطال مع شركة وكراج Huisarts Auto لصيانة وبيع وشراء جميع أنواع السيارات في روتردام

 

المصدر: AD