في شهر إبريل من هذا العام، قام لاجئ سوري أعلن دعمه لتنظيم داعش الإرهابي، بقتل رجلاً وأصاب أربعة آخرين بجروح خطيرة في دويسبورغ، وحكمت المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف على الشاب البالغ من العمر 27 عامًا بالسجن المؤبد.
بعد عشرة أيام فقط من المحاكمة، حُكم على السوري معن د. بالسجن المؤبد، ومرت الإجراءات بسرعة لأن المتهم اعترف اعترافا كاملا منذ البداية.
في ليلة 9 أبريل 2023، قتل رجلاً مسلماً بـطعنه 28 طعنة في البلدة القديمة في دويسبورغ، وبعد تسعة أيام هاجم أربعة رجال آخرين في استوديو للياقة البدنية بنفس النية.
وبما أن الاعتقال وحده هو الذي منعه من ارتكاب المزيد من الجرائم، فقد اعتبرت المحكمة أن الحبس الاحتياطي ضروري، ووفقاً لأسباب الحكم الصادر عن المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف، فإن الأفعال كانت ذات خلفية إسلامية متطرفة، لقد تصرف المتهم بطريقة مشبوهة وبدوافع وضيعة.
وحضر النطق بالحكم والدا القتيل عرفان ديب وأحد الضحايا من صالة الألعاب الرياضية.
ولم يظهر الضحية ياسين جولر، الذي لم يكن من الواضح لفترة طويلة ما إذا كان سينجو من إصاباته، بسبب مشاكل صحية، لقد فقد إحدى كليتيه نتيجة الهجوم، والثانية أصيبت بأضرار بالغة لدرجة أنه قد يحتاج إلى عملية زرع.
جاء في افادات الشهود أن جميع الضحايا ما زالوا يعانون من القيود الجسدية والعقلية، وهو ما أخذته المحكمة في الاعتبار في أسباب الحكم.
يُظهر مرتكب الجريمة عضويته في تنظيم الدولة الإسلامية
وكان المتهم قد صرح مراراً وتكراراً خلال المحاكمة بأنه لا يحترم القوانين الألمانية، و إنه يتبع تعاليم تنظيم الدولة الإسلامية، التي لا تعتد إلا بشرائع الإسلام، وهذا يعني أن جميع الناس، بما في ذلك المسلمين، الذين يلتزمون بالقوانين هنا هم “كفار”، لقد أراد قتل أكبر عدد ممكن من “الكفار” انتقاما لجرائم الدول الغربية.
كان يجلس ملفوفًا بسترته ذات القلنسوة، وكان ظاهريًا غير مبالٍ بالحكم، وأمام الكاميرات فقط، رفع إصبع السبابة الأيمن، وهو الرمز الذي يستخدمه الداعشي لتأكيد عضويته في التنظيم الإرهابي.
كيف أصبح اللاجئ السوري من أنصار داعش؟
ووفقاً لبيانه الخاص، فإن معن.د لا ينحدر من عائلة متدينة بشكل خاص، كان والديه معلمين، وفي عام 2015 تخرج من المدرسة الثانوية وهرب إلى ألمانيا لتجنب تجنيده في الخدمة العسكرية.
في البداية، حضر دورات تعليم اللغة في ألمانيا، وكان لديه وظائف بدوام جزئي في إدارة المستودعات، وذهب للسباحة أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء، ولم يرتبط بالمؤسسات الإسلامية في ألمانيا، في البداية كان يزورها فقط لصلاة الجمعة.
واعتبر الشاب البالغ من العمر 27 عاما أن جائحة كورونا عقاب من الله، منذ عام 2020، وهو يتعامل مع داعش والوهابية، وهو تفسير خاص للإسلام، على الإنترنت.
في البداية أراد الانضمام إلى الكفاح المسلح لتنظيم الدولة الإسلامية والسفر إلى تركيا أو المملكة العربية السعودية، لكن خططه باءت بالفشل بسبب نقص المال، لذا وفي أعقاب الدعوة العالمية التي أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية لحمل السلاح، أراد قتل الكفار في الغرب والموت هو نفسه شهيداً.
ماذا حدث في دويسبورغ في أبريل؟
في ليلة 9 أبريل 2023، قال معن إنه كان يبحث عن كفار يريد قتلهم بسكين مطبخ طوله 20 سم، ولاحظ مجموعة من الرجال يشربون ويستمعون إلى الموسيقى في الخارج في البلدة القديمة، وعندما ابتعد أحد الرجال عن المجموعة، هاجمه معن وطعنه 28 طعنة، وتوفي الضحية في المستشفى متأثرا بجراحه، وفر معن إلى شقته القريبة.
في 19 أبريل، دخل معن إلى صالة الألعاب الرياضية الساعة 5 مساءً وتمكن من الوصول إلى غرف تغيير الملابس بحجة جلسة تدريب تجريبية.
وهناك فاجأ ثلاثة رجال كانوا يغيرون ملابسهم، وقف في الحمام وأصابهم بجروح خطيرة، وطعن رجلاً آخر في فخذه أراد المساعدة، وعندما سمع صفارات الإنذار هرب من المكان، وبعد تفتيش عام بالصور، تم القبض على معن في شقته.
ولا يزال لدى المتهم الوقت الكافي لاستئناف الحكم، وبما أنه رفض التحدث إلى محاميه أثناء المحاكمة، فإن هذا يبدو غير مرجح.
المصدر: WDR