بدأت قصة لين شاكر وعمارة شعار في سبتمبر 2015 في محطة باساو المركزية في ألمانيا.
وقف الشاب عمارة البالغ من العمر 21 عامًا على الدرج، وفي يده مكبر صوت، كانت الشرطة الفيدرالية الألمانية قد استعانت به بسبب معرفته باللغة العربية، كان قد وصل إلى ألمانيا منذ شهرين فقط.
جاء الكثير من اللاجئين فجأة في القطارات من النمسا، كان عمارة يصرخ: “هذه ألمانيا، أنتم بأمان، لا داعي للخوف بعد الآن”.
كان عمارة قد درس القانون في سوريا، وقد سلك طريق التهريب الذي كان مهدداً للحياة في بعض الأحيان: من تركيا بواسطة زورق قابل للنفخ إلى اليونان ثم مشياً على الأقدام على طريق البلقان، اضطر إلى رشوة حرس الحدود في بعض البلدان وسُجن عدة مرات و اختبأ في الغابة لبضعة أيام.
باساو في دائرة الضوء في أوروبا
كانت باساو على الحدود مع النمسا وليست بعيدة عن جمهورية التشيك.
لم يعد الكثير من اللاجئين يصلون إلى محطة ميونيخ المركزية كما كانوا يفعلون قبل ذلك بفترة وجيزة، حوالي 10،000 شخص في اليوم.
تم تحويلهم من ميونيخ التي كانت مثقلة بالكامل، في باساو أيضًا كان هناك 10,000 لاجئ جديد في أيام الذروة.
كانت لين شاكر تبلغ من العمر 28 عامًا عندما وطأت قدمها التراب الألماني في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 50,000 نسمة.
في دمشق حصلت على الدكتوراه كطبيبة أسنان وعملت لفترة قصيرة هناك، ثم قررت الفرار بسبب الحرب الدامية.
تركت والدتها وشقيقتها الصغرى وهربت بمفردها إلى ألمانيا، حيث كان هناك بالفعل أخاها وشقيقتان أخريان.
بعد عام، في نهاية أغسطس 2016، كان كل من عمارة شعار و لين شاكر و سونيا هولر يجلسون في مقهى المسرح، وكان الطقس جيدًا.
تحدث السوريون نصف حديثهما بالإنجليزية والنصف الآخر بالألمانية، كان هدف شعار هو الذهاب إلى الجامعة لدراسة الإعلام والصحافة.
كان يدرك أنه لا يستطيع فعل أي شيء بدراسة القانون السوري التي لديه في ألمانيا، قالت سونيا هولر: “كان دائمًا متفائلاً جدًا”.
قال الشعار أيضا إن والديه اضطروا للعيش في سيارات قديمة مهجورة في حلب التي تعرضت للقصف لأن منزلهم دمر.
كانت لين شاكر، بدورها، تتدرب مع أطباء الأسنان وعملت أيضًا كمساعدة طبيب أسنان، وأعربت عن أملها في الاعتراف بطريقة أو بأخرى بتعليمها.
بعد خمس سنوات أصبحت طبيبة في ألمانيا
في غضون خمس سنوات أصبحت طبيبة أسنان في عيادة في نيمفنبورغ.
تتحدث الدكتورة لين شاكر اللغة الألمانية بشكل صحيح نحويًا.
تتذكر قائلة “لقد كنت سعيدة للغاية بعد الوصول لألمانيا، كل شيء سار على ما يرام”.
هي حالة مثالية للاندماج الناجح، يمكن معرفة أن المرأة الصغيرة ذات الشعر الأسود هي شخص حساس، تقول: “أمي وإخوتي هم حياتي”.
لكن الأم البالغة من العمر 53 عامًا كان عليها البقاء في دمشق، “لم أرها منذ خمس سنوات”، تقول لين والدموع تنهمر في عينيها.
فشلت كل المحاولات لجعلها تزور ألمانيا حتى الآن، تم رفض جميع الطلبات، رغم أنها ستتكفل بكل شيء، وستدفع تكاليف الرحلات، وتعتني بها.
تشك في أن السبب هو أن السلطات الألمانية تفترض أن الأم سترغب بعد ذلك في البقاء بشكل دائم.
عندما يكون لديها المزيد من الوقت، تود لين شاكر التطوع لمساعدة اللاجئين الآخرين لأنه حسب رأيها: “تم تدمير العديد من اللاجئين داخليًا”.
عمارة: يجب أن يرى والدي شيئاً غير الحرب والقنابل
كان عمارة الشعار يعيش في منزل اللاجئين حتى مارس 2017، ومنذ ذلك الحين استأجر شقة صغيرة بالقرب من المدينة.
حصل على قروض طلابية ويعمل أيضًا كنادل في مطعم Passauer Scharfrichterhaus.
لكن سوريا تظل جزءًا مهمًا من حياة عمارة الشعار أيضًا، تجادل والداه في حلب مؤخرًا حول ما إذا كان ينبغي تقديم فنجان قهوة للضيف أم لا.
القهوة الآن باهظة الثمن في سوريا، عمارة وشقيقه ، اللذان أتيا إلى كريفيلد ويعملان الآن محاسبان هناك، يواصلان إرسال الأموال إلى حلب.
توفي الجد مؤخرا هناك عن عمر يناهز 85 عاما بسبب كورونا، و عمارة يخطط لكيفية إخراج الوالدين من سوريا.
يفكر في الانتقال إلى تركيا، حيث يعيش الكثير من السوريين أيضًا.
يقول: “أريد أن أفعل كل ما في وسعي لضمان خروج أبي وأمي من حلب، يجب أن يروا شيئا آخر في حياتهم غير القنابل والحرب”.
ساعد طفلك على تعلم اللغة العربية مع مدرسة سما أون لاين:
ساعد طفلك على تعلّم اللّغة العربيّة والقرآن الكريم.تفضلوا بزيارة موقعنا: https://samaschool.nlأينما كنتم يمكنكم…
Gepostet von مدرسة سما أونلاين am Donnerstag, 20. August 2020
المصدر: RND