قال الدكتور فتح الله فتوح، رئيس قسم الجراحة في مستشفى رفيق الحريري في بيروت: “أسمعها كل يوم تقريبًا: الأطباء يغادرون أو يخططون للقيام بذلك”. 
لقد غادر بالفعل العديد من الأطباء المحبطين في قسمه وسيتبعهم الكثيرون، إنهم لا يرون أي أمل في البقاء، ويحصلون على عروض جيدة في أوروبا وأمريكا ودول الخليج، بينما البلاد بحاجة ماسة إلى هؤلاء الأطباء.

قال فتوح: ” ان الشباب الموهوبين المتخصصين هم الذين لا يمكننا استبدالهم بسهولة، نشعر بذلك بالفعل وقريبًا لن يكون لدى العديد من المستشفيات عدد كافٍ من الجراحين لإجراء العمليات الضرورية”.

تدرب العديد من الأطباء اللبنانيين في أوروبا أو الولايات المتحدة، لكنهم عادوا إلى لبنان على أمل المساهمة في مستقبل أفضل لبلدهم، البعض منهم لديه جواز سفر مزدوج، ولكن حتى الأطباء الذين ليس لديهم جواز سفر، لا يواجهون حاليًا صعوبة كبيرة في العثور على وظيفة في الخارج.

كذلك أخصائية التخدير جيسيكا موصلي مجدلاني هي إحدى المختصين في فريق الدكتور فتوح و التي ستغادر قريباً.

الدكتور فتح الله فتوح وطبيبة التخدير جيسيكا في مشفى رفيق الحريري في بيروت

وقال شرف أبو شرف، رئيس نقابة الأطباء في بيروت، “إنهم يغادرون ويجدون عملاً في الخارج دون أي مشاكل، لقد عملوا ودرسوا هناك من قبل، الكل يعرف بعضهم البعض وكل شيء مرتب لهم، نكتب كل يوم ما معدله عشرة خطابات خبرة للأطباء الذين يريدون الذهاب، وعليك أن تذكر أن نصفهم لا يحتاج حتى إلى مثل هذا الخطابات”.
يقول أبو شرف إن هناك الآن جهدًا نشطًا لإبقاء الأطباء في لبنان: “نتحدث إلى أصحاب العمل، للنظر إذا كان بإمكانهم تقديم رواتب أعلى، الجانب المالي مهم، كثير من الأطباء على سبيل المثال لديهم أطفال يدرسون في الخارج، ولم يعد بإمكانهم إرسال أموال لهم من لبنان بسبب كل ما حدث، انها أشياء مزعجة”.

يشتهر الأطباء اللبنانيون بمواهبهم، الآن نحن نفقد تلك المواهب.
دكتور فتح الله فتوح

بسبب التضخم الهائل، لا يكسب الأطباء سوى جزء بسيط من رواتبهم، وتراجعت قيمة الليرة اللبنانية بنحو 80 بالمائة العام الماضي، ما كان يعد مرتبًا جيدًا في السابق أصبح لا يستحق أي شيء الآن.
مع أكثر من 30 عامًا من الخبرة في المستشفيات اللبنانية، لم يشهد الدكتور فتوح مثل هذه الهجرة الجماعية لسنوات.
ويقول إنه من المحزن أن الدولة التي أُطلق عليها مؤخرًا اسم “مستشفى الشرق الأوسط” لن يكون لديها قريبًا ما يكفي من الأطباء لمساعدة سكانها.
“يأتى ​​الناس من جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى هنا لإجراء عمليات جراحية مهمة، يشتهر الأطباء اللبنانيون بمواهبهم، والآن نفقد تلك المواهب”.

تعاني معظم المستشفيات من نقص التمويل و هي منهكة لسنوات.
الحكومة مفلسة وتدين للعديد من المستشفيات برسوم بملايين الدولارات، وقد جعل ذلك دفع رواتب الموظفين واستيراد الإمدادات الطبية صعباً لبعض الوقت.

يستمر النص أسفل فرصة العمل:

الأزمة الاقتصادية كارثة على الرعاية الصحية، تزداد ندرة الأدوية والمعدات الطبية بسبب صعوبة استيرادها من الخارج.
حقيقة أن هذه الهجرة تحدث أثناء وباء كورونا يجعلها أكثر إثارة للمشاعر، كان المستشفى الذي يعمل فيه فتوح يهتم بمعظم مرضى كورونا منذ بداية تفشي المرض: “إنه تحد كبير، لدي بانتظام طبيب أخصائي في المنزل لمدة أسبوعين على الأقل بسبب إصابته بكورونا، إلى جانب مغادرة العديد من الأطباء، أصبح الأمر صعبًا للغاية”
لكنه لا يزال يفهم جيدًا: “إذا طلب مني أي شخص النصيحة، فأنا لدي إجابة واحدة فقط. أقول له اذهب، أهرب بعيدًا! يمكن لأي شخص لديه إحساس بسيط أن يعلم أنه لا يوجد أمل هنا، ليس في الرعاية الصحية وليس في مناطق أخرى أيضًا”.

 

ساعد طفلك على اتقان اللغة العربية و القرأن الكريم مع مدرسة سما أون لاين:

 

المصدر: NOS