انها فرحة غامرة، للمسنة أولريك البالغة من العمر 103 أعوام وابنتها لويز البالغة من العمر 66 عام، يجلسان معًا على الأريكة بمنزل الإبنة، في عيد الميلاد، لا يمكنهم التوقف عن معانقة بعضهم البعض.

في نهاية شهر نوفمبر، أصيبت الأم المسنة بفيروس كورونا، وكانت في الحجر الصحي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ولكن قبل يوم واحد من عيد الميلاد، تلقت ابنتها لويز مكالمة هاتفية: يمكنها اصطحاب والدتها إلى المنزل في عيد الميلاد.

عندما وصلت لويز، التي تعيش في أوتريخت، إلى مركز رعاية المسنين في سنافيلينبورغ في مارسن في اليوم الثاني لعيد الميلاد في الساعة 10.15 صباحاً، كانت والدتها أولريك تنتظر بأظافرها المطلية، مرتديةً الملابس الاحتفالية، أخبرت الموظفين عدة مرات في ذلك الصباح بما ستفعله اليوم: يمكنها العودة إلى المنزل مع ابنتها.

بسبب عمرها والذاكرة التي تخذلها أحيانًا، عليها أن تنظر مرتين لتتأكد عندما كانت لويز تنتظرها بأذرع مفتوحة وهي ترتدي قناعًا: “نحن ذاهبون إلى منزلي، هل تعرفي ذلك؟” أومأت الأم برأسها بحماسة، نعم أعرف.

في الواقع، دفعت مشايتها نحو السيارة بسرعة هائلة، لويز تبتسم: “نعم يا صاح، لقد تعودنا على هذا، إنها 103 أعوام، لكنها أسرع مني، حتى الموظفين لا يستطيعون مواكبتها”.

اختبار إيجابي
كانت أولريك متوعكة في نهاية شهر نوفمبر، حيث أصيبت بفيروس كورونا علماً أنها أكبر المقيمين سناً في دار الرعاية.
عندما تلقت لويز مكالمة من الموظفين تفيد بأن اختبار والدتها كان إيجابياً للإصابة بالكورونا، توقف قلبها.
تقول لويز: “كنت أنام وهاتفي على الطاولة بجانب السرير، لأنك تعلم أن والدتك تبلغ من العمر 103 أعوام ويمكن أن ينتهي الأمر حقًا في أي يوم.
تتابع لويز عندما جلست على الأريكة مع والدتها: “عندما علمت أنها أصيبت بالكورونا وستموت وحيدة، لا يمكنني التفكير في الأمر”.

تجلسان متلاصقتان على الأريكة وتمسكان بأيدي بعضهما، وبالكاد يتركون بعضهم البعض، فمنذ إصابة والدتها بكورونا قبل ثلاثة أسابيع، لم يتمكنوا من الإمساك ببعضهم البعض.

حمى طفيفة و سيلان أنف
العجيب، أن الأم المسنة لم تعاني من أعراض الاصابة بالفيروس على الإطلاق، باستثناء حمى طفيفة وبعض سيلان الأنف، لم يكن لديها أي شيء آخر.
تقول لويز: “أعرف مدى قوتها، لكنني كنت لا أزال خائفة، حتى الموظفين لم يصدقوا ذلك”.

الأم أولريك تبتسم وتهز كتفيها: “أعلم أن وقتي قد انتهى، لذلك أعيش يومًا بعد يوم، لقد عشت حياة جيدة للغاية، وأضافت بعد توقف قليل: “مات أربعة أشخاص هذا الأسبوع، تهز رأسها بحزن”.

زيارة النافذة
فرت الألمانية الأصل أولريك في الحرب العالمية الثانية مع زوجها الهولندي إلى أمستردام، ولدت ابنتها لويز بعد سنوات قليلة في أوتريخت، و لا يزال الاثنان يعيشان على مسافة قريبة من بعضهما البعض، خمس دقائق بالسيارة، أولريك تحب القيادة بينما لويز تتجول دائمًا”.

قبل دخول كورونا البلاد كانت لويز تزور والدتها كل يوم، و عندما لم يعد يُسمح لها بدخول منزل والدتها بسبب الإغلاق الأول، أصبحت لويز يائسة: “لا يمكنني ترك والدتي تموت وحيدة”.

وهكذا كنت أجلس أمام النافذة لمدة نصف ساعة كل يوم، مع دمية يدوية وبالونات.
أعطتها قبلات على النافذة، وارتدت زي أرنب عيد الفصح، حتى أنها جعلت زوجها رونالد مجنونًا بما يكفي للظهور أمام النافذة في يوم الملك مرتديان زي الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما.

خلال الإغلاق الأول، كانت لويز تزور والدتها أمام النافذة كل يوم

“أنا سعيدة جدا بك”
تنظر والدتها حولها في غرفة المعيشة المزينة بشكل متقن: “لقد قمت بعمل رائع، أنت دائما مجتهدة، أليس كذلك، أنا سعيدة جدا بك”.
تبقى الاثنتان مع ببعضهما البعض لفترة قبل تناول وجبة عيد الميلاد، وكمفاجأة لوالدتها، صنعت لويز حساء الطماطم الصيني، المفضل لوالدتها.

 

ساعد طفلك على اتقان اللغة العربية و القرأن الكريم مع مدرسة سما أون لاين:

 

المصدر: AD