تحول شجار الجيران في هيرلين إلى خلاف وطني: يرى كثير من المتضامنين الغاضبين أن ما حصل مع العائلة سورية في هيرلين هو”كراهية الأجانب”.
لكن بحسب بعض الجيران الهولنديين في هيرلين، فإن العائلة السورية أسائت التصرف.
كتبه: بول فان دير ستين و حنين بلان

تم اغلاق منزلين في شارع Blankevoortstraat في هيرلين.
تم نقل العائلتين اللتين كانتا تعيشان هناك، وهما عائلة هولندية وعائلة لاجئة سورية، إلى أماكان آخرى.
يراقب ضباط الشرطة المكان من سيارتهم المتوقفة بين السيارات وذلك من أجل التمكن من الاستجابة السريعة في حال وجود تحركات مشبوهة، تم تطبيق قانون الطوارئ في جميع أنحاء هيرلين منذ يوم الخميس.
قد يتم إيقاف أولئك الذين ليس لديهم عمل هناك، و يمكن تفتيش الناس وقائياً، وذلك بسبب صراع بين الجيران تجاوز حدود المدينة.

يوجد روايتين وراء هذا الصراع، الرواية الأولى التي تمثل قصة العائلة السورية، فإن الجيران الهولنديين هم الذين يرهبون ويهددون العائلة السورية، أدت هذه القصة إلى ضجة كبيرة على الإنترنت الأسبوع الماضي، مع تضامن الكثير من المشاهير الهولنديين أيضًا.
في هذه الرواية تمطر الإساءات على العائلة السورية، هناك ترهيب متواصل وطرق على النوافذ والأبواب، و يحاول الجيران الهولنديون الدخول للمنزل و خلع حجاب الابنة و دفع كلب كبير للهجوم على العائلة السورية، وفي 14 نوفمبر، انفجرت قنبلة حارقة ضخمة بعد رميها على منزلهم.
حيث يشعر الأشخاص الذين فروا من الحرب والعنف بعدم الأمان مرة أخرى، و يعاني الأطفال من الكوابيس، ويقول الأب محمد السقا : “هذا الحي يكره العرب والإسلام”.

الرواية الثانية، هي التي روتها الأسرة الهولندية، لها دلالات جنسية بشكل أساسي، و أن السوريين بالتحديد هم الذين بعد فترة وجيزة من انتقال الأسرة الهولندية إلى الشارع، في شهر ديسمبر من العام الماضي، أسائوا للجيران الجدد.
يقال إن والد الأسرة السورية محمد، كان يستمتع بوقته على الشرفة مع ابنه، كان يصور أيضًا صورًا ومقاطع فيديو للجارة الهولندية وأطفالها.

تأثير كبير
تم فرض حالة الطوارئ في هيرلين في أعقاب تجمع الناس مساء الخميس وسطو مع تدمير في الليلة التالية، وكلاهما في عنوان الأسرة الهولندية.
جاءت تلك الأحداث بعد أن نشرت منظمة حقوق الانسان الإسلامية الهولندية، مقطع فيديو به مشاهد العنف والترهيب من قبل الجيران الهولنديين، ضد العائلة السورية.
سرعان ما اكتسب هذا الفيديو انتشار واسع على الإنترنت، شاركه صانع البرامج تيم هوفمان ومغني الراب آبا ولاعبو أياكس، من بين آخرين، الفيديو مع كلمات غاضبة.

اقرأ أيضاً: النائب في البرلمان توناهان كوزو من حزب Denk يزور العائلة السورية في منزلهم الآمن ويطرح 29 سؤال على وزير العدل والأمن الهولندي

يقول رويل ويفر، رئيس بلدية هيرلين: “هذا سيئ”، يجب أن يكون المؤثرون الذين لديهم الكثير من المتابعين أكثر وعياً بنشر جانب من القصة دون الخوض فيها.
جاك فان كليف المتحدث باسم قوة شرطة ليمبورخ: في الفيديو تظهر الأسرة السورية بدور الضحية، يتم رسم صورة التمييز بسهولة شديدة.
يتحدث ويفر عن “قضية متعددة الأوجه، حدثت فيها أشياء من كلا الجانبين.
قال رئيس البلدية أنه منذ أبريل، عندما بدأ الخلاف بالظهور، تدخلت السلطات: “عندما وقع أعما عنف، أصبحت أيضًا مسألة تتعلق بالنظام العام”.
بعد تفجير الألعاب النارية في نوفمبر، لجأت الأسرة السورية إلى أقاربها في بلجيكا لأسباب أمنية.

في الأسبوع الماضي، تم تخصيص عنوان إقامة مؤقت مختلف لكل من العائلتين من قبل بلدية هيرلين.
كانت جمعية الإسكان قد عرضت على السوريين مؤخرًا منزلًا آخر للإيجار، لكنهم رفضوا هذا المنزل، قال بيتر بولتون، محامي السوريين: “ليس حيًا جيدًا ومنزلًا صغيرًا جدًا، لا يوجد لديك منزل لعائلة مكونة من سبعة أشخاص في كل مكان”.
في غضون ذلك، تقول العائلة السورية إنها لم تعد ترغب في العودة إلى ليمبورخ.
تحدث المحامي بولتون أيضًا في الفيديو المثير للجدل لـ Muslim Human Rights Watch Netherlands، وقال المحامي “حدث ذلك، لأن السلطات لم ترغب بالبداية في الاستماع، الآن الأمر يحظى باهتمام الجميع.
لم يكن القصد أن يأخذ هذا المنحى، ولكن إذا تركت الأمور تأخذ مجراها كما فعلت بلدية هيرلين، فلا عجب أن الناس سيأخذون القانون بأيديهم. يقول محمد السقا نفسه: “إنه لا يريد أن يهاجم الناس ذلك الجار، أريد أن يعاقبه القانون”.

يريد الجيران الهولنديين العدالة من خلال اتخاذ إجراءات ضد الأسرة السورية، طرقوا باب السلطات عشرات المرات، وقد أبلغوا عن ذلك عدة مرات.
يتحدثون في بيان نشر على الإنترنت عن “كابوس كامل” ، بما في ذلك سلوك المطاردة من قبل الجار السوري وملامسة … ولعق شفتيه وأصوات الأنين، و بعد أن أوضحت الجارة الهولندية أنها غير مهتمة، بمحاولات التقارب من جارها، انفجر كل شيء”.
اعتقل محمد مرتين على الأقل احداهم بتهمة ضرب فتاتين، وهو ينفي ارتكاب أي مخالفة حيث قال: “إذا فعلنا ما قيل عنا، يمكنكم قطع أذرعنا وأرجلنا وحبسنا لمدة عشر سنوات، يريد الجيران تشويه صورتنا”، ويشير إلى أن ابنه البالغ من العمر سبعة عشر عامًا، الذي يعاني من “مرض عقلي” قد يسبب قيامه بسلوك غريب، “انه يبلغ من العمر خمس سنوات عقلياً، لكنهم لا يعرفون ذلك”.

محامي الجيران الهولنديين يتوقف عن مساعدتهم
توقف الآن المحامي ألبير سينار عن مساعدة الجيران الهولنديين، “ردًا على الرسائل في WhatsApp، يقول موظف في مكتبه، أنه لا يريد أن يتحدث عن الأمر.
كما لاحظ بولتون، محامي الأسرة السورية، أن الغضب في ازدياد. يقول المحامي، الذي يمتلك مكتبًا على بعد أبنية قليلة من شارع Blankevoortstraat: “أنا مندهش حقًا لأنه لم يتم إلقاء أي طلاء على واجهتي حتى الآن، يعتقد الكثير من الناس أن الحي كان سيئاً، ولكن لو كان فعلاً متعدد الثقافات، فربما كانوا يجب أن يهتموا بموكليني في وقت سابق، يجب أن أقول إن امرأتين من الجيران قريبتين من العائلة فقط ساندتا العائلة السورية”.

 

المصدر: NRC