إن طالبي اللجوء القادمين إلى هولندا من البلدان الآمنة و المسببين للإزعاج هم شوكة في خاصرة البلديات والحكومة.
إنهم بأفعالهم يفسدون سياسة دعم استقبال اللاجئين، وهم سبب مهم لعدم قيام البلديات بتقديم مواقع استقبال جديدة، بينما هناك حاجة ماسة لهذه المواقع، بسبب اكتظاظ مراكز طالبي اللجوء.

منذ عام، تتلقى البلديات التي يوجد بها مراكز لطالبي اللجوء مساعدة من ضباط خاصين يتعين عليهم التعامل مع الإزعاج الذي يسببه طالبو اللجوء.
صدرت تعليمات لما يسمى بمشاة البحرية “المارينز” من قبل وزارة العدل لمعالجة المشاكل المحلية بسرعة، تحدثت شبكة NOS معهم عن تجاربهم.

يقول فلتهوف وهو مسؤول من مشاة البحرية في مراكز اللجوء في شمال هولندا، أنه يوجد حوالي 350 شخصًا على قائمة أكبر المضايقات، و هذا مجرد جزء صغير جدًا من إجمالي 27,000 شخص موجودين في مراكز اللجوء”.
يقول فلتهوف إن عدد التقارير عن الازعاج في تزايد لأنه يتم تسجيل كل شيء: “هناك سياسة عدم التسامح المطلق في مراكز طالبي اللجوء، في الماضي، ربما كان الناس سابقاً يعاملون بتساهل، لكن لم يعد الأمر كذلك”.

ملاجيء صارمة
بفضل المارينز، تم إنشاء أماكن ايواء صارمة في Ter Apel و Budel لأولئك الذين يسببون الإزعاج.
العمدة رولاند فان كيسيل سعيد باستجابة مشاة البحرية السريعة للمشاكل، و يأمل أن أولئك الذين يسببون الإزعاج سوف يبتعدون من الآن فصاعدًا، حتى لا يتم تقويض دعم إقامة اللجوء بشكل أكبر.

يغادرون هولندا
غالبًا ما تعتقد البلديات خطأً أنها لا تستطيع فعل أي شيء عندما يكون هناك إزعاج.
و يقول فلتهوف: “اننا نشير إليهم إلى  تدابير حظر دخول المنطقة، وحظر التسوق، وحظر استخدام النقل العام، ونرى ما إذا كان بإمكاننا تعديل الإجراءات”.
وأدرجت قوات المارينز 70 تدبيرا ممكناً للبلديات المحلية اتخاذه عند مواجهة الازعاج.
فلتهوف مقتنع بأن هذا النهج سينجح: “نرى أن الناس يختفون قبل أن يضطروا للذهاب إلى الملجأ الصارم، ولا نعثر على هؤلاء الأشخاص، لاحقاً في هولندا، وهذا يشير إلى أنهم غادروا بلدنا”.

الرئيس السابق لشرطة الأجانب كور دي لانج، وهو الآن أحد مشاة البحرية.

شارك كور دي لانغ، الرئيس السابق لشرطة الأجانب في شمال هولندا، مع مشاة البحرية في معالجة طالبي اللجوء المزعجين منذ عام 2019، يقول:”معظمهم يأتون من المغرب والجزائر وتونس، وغالبا ما يعرفون بعضهم البعض، وبعضهم قاصرين”.
يحاول دي لانغ معرفة ما إذا كانت هناك منظمة وراءهم: “هل هؤلاء القاصرون هم الجناة؟ هل هم لصوص متنقلين؟ أم أنهم ضحايا؟ بعد كل شيء، نسمع أيضًا المزيد من القصص حول استغلال القاصرين في أوروبا”.
إنه يتساءل لماذا يسافر الأطفال المغاربة من الجيلين الثالث والرابع، و الذين غالبًا لا يولدون في المغرب، عبر أوروبا: “هل يفعلون كل ذلك بمحض إرادتهم؟”.
و نظرًا لأن الكثير لا يزال مجهولًا، يرى دي لانغ حلاً للمشاكل من خلال التعاون الأوروبي الوثيق: “الشيء الصعب في تبادل المعلومات الأوروبية، هو أنك تحصل على المعلومات فقط عندما يصدر بحق الأشخاص حكم نهائي، وبن تعلم ان تم القبض عليهم سابقًا”.

سيبل يلدز، التي كانت مدعية عامة حتى وقت قريب، بدأت العمل مع المارينز في سبتمبر، وهي تراقب الجزء الجنوبي من البلاد.

المدعية العامة السابقة سيبل يلدز هي الأن تعمل مع مشاة البحرية في جنوب البلاد.

يلدز تريد الحصول على مزيد من المعرفة حول الرعايا الأجانب القاصرين غير المصحوبين بأهلهم، الذين يسببون الإزعاج، قالت: “بعض القاصرين سلوكهم سيء، ومن الصعب معالجة ذلك ويعيشون يومهم فقط، غالبًا ما يكون هناك مشاكل إدمان لديهم”.
هذه المجموعة بالتحديد هي التي يصعب التعامل معها، و توضح يلدز أن “بسبب قانون الأحداث، لا يُسمح بوضع القاصرين في الملجأ الصارم، كما أن العقوبات أخف”.
يعتبر الترحيل أيضًا أكثر تعقيدًا: “يمكنك فقط ترحيل شخص لم يبلغ من العمر 18 عامًا، إذا تعاون هو بنفسه أو إذا كان هناك رعاية كافية في البلد الأصلي، على سبيل المثال مع العائلة”.

مدرسة سما أون لاين لتعليم الأطفال اللغة العربية والقرأن الكريم:

 

المصدر: NOS