كتبت خبيرة السلوك في صحيفة تراو الهولندية رداً على رسالة أرسلها رجل هولندي يتلقى طبق من الطعام الساخن بانتظام من الجيران وهم عائلة سورية، يسأل حول ما يمكنه أن يفعل اتجاههم، أدى ردها على هذه الرسالة إلى عاصفة من الردود الغاضبة سواء على البريد الالكتروني للصحيفة أو الفيس بوك أو التويتر.

قال عمر السبيني (42 عامًا) ، الذي جاء من سوريا وكان مالكًا لمطعم في مدينة فوخت منذ بضع سنوات، “أنه يقدم طبقًا من الطعام الساخن بانتظام إلى جاره، خاصة إذا قام بطهي طبق خاص، هو يعتقد أنه طبيعي جدا: “نحن جيران، علينا أن نعتني ببعضنا البعض، أليس كذلك؟”.

الشيف السوري عمر سبيني من مطعم بابا غنوج

كانت خبيرة السلوك Beatrijs Ritsema قد ردت في قسم الآداب، على رسالة رجل يبلغ من العمر 57 عامًا يتلقى بانتظام طبقًا من الطعام الساخن يقدمه له جيرانه السوريون.
كان سؤاله “كيف يمكنني بناء علاقة جيدة مع هؤلاء الجيران و رد هداياهم؟”
كتبت ريتسيما أن “تقديم طبق من الطعام للجيران هو شكل من أشكال معالجة بقايا الطعام، و على أي حال، هذا ليس شيئًا بذلت فيه سيدة المنزل مجهودًا إضافيًا والذي يجب أن يؤدي إلى امتنانك الكبير”.
لكن الكثير من مستخدمي التويتر وقراء صحيفة تراو اعترضوا على هذه العبارات.
لم تنصف ريتسيما لفتة الترحيب التي أبدتها العائلة، وكانت الردود تصف عباراتها بأنها “ازدرائية” و “إهانة جسيمة” و “جاحد للجميل”.
هل القراء الغاضبون لديهم وجهة نظر؟
قال السوري سبيني: “لا علاقة للأمر بمعالجة بقايا الطعام وإنما بالضيافة البحتة، من الطبيعي بين السوريين أن يطبخوا دائمًا أكثر من الكافي، يجب أن يكون هناك دائمًا شيء ما لشخص يزورهم، و نحن أيضًا نعتني دائمًا بجيراننا، إذا قام شخص ما بطهي وجبة خاصة، فيمكن لأي شخص أن يشم رائحتها أن يتفضل ويشاركنا الطعام”.

كتبت أنيا وهي معلمة في مدرسة هولندية حول مقال خبيرة السلوك:
ياللعار لهذا المقال، لدي طفل عراقي في الصف، يجلب بانتظام طبقاً ساخناً من والدته، انها تفعل ذلك بكثير من الحب والامتنان لتعليم ابنها، هذه بالتأكيد ليست بقايا الطعام، وأنا أحبه جداً

يتابع السوري سبيني، إن كرم الضيافة للجيران هو واجب ديني على المسلمين: “الرسول يعلمنا: لا إيمان لك إذا كان لديك طعام وجيرانك جوعى، لهذا السبب يجب أن نكون دائمًا جيدين مع جيراننا، أياً كانوا”.
يقول ديك دويز، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة إيراسموس روتردام، حول عبارة الكاتبة ريتسيما: “إنه تفسير ساخر لبادرة طيبة”، “في سوريا ، وكذلك في العديد من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، يعد جلب الطعام طريقة شائعة للتواصل.
في هذه الحالة بالذات، هذا مفهوم تمامًا، فالأسرة موجودة في هولندا لفترة قصيرة فقط ولا يتحدثون اللغة، إذن فهذه طريقة رائعة للترحيب بالجار الجديد”.

التعلم من العائلة السورية
تعتقد ريمكي كروك، الأستاذة الفخرية للغة والثقافة العربية في جامعة ليدن، أن الهولنديين يمكنهم تعلم شيء ما من الأسرة السورية: “معظم الهولنديين غالبًا لا يدعون شخص ما للجلوس و تناول العشاء معهم، يتم الحديث مع الضيوف من الباب، و هذه ليست صفة إيجابية”.
وفقًا لخبيرة السلوك ريتسيما، ليس من المنطقي دعوة العائلة لتناول القهوة، لأنهم لا يتحدثون الهولندية.
تقول كروك: “إنه ليس بالأمر السهل حقًا ، إنها محقة في ذلك، لكن هذا ممكن، طالما أن هناك من يستطيع أن يترجم قليلاً”.
تعتقد كروك أن نصيحة الخبيرة لتقديم شيء لذيذ ، مثل خبز Sinterklaas، جيدة أيضاً: “قد تجد العائلة ذلك غريبًا بعض الشيء، لكن بهذه الطريقة يتعرفون على بعضهما البعض بشكل أفضل.
اقبل الطعام مع الشكر، واعرف ما إذا كان يمكنك بدء محادثة وتقديم المساعدة إذا لزم الأمر”.

لم تقصد الخبيرة أن تكون سلبية
تقول الخبيرة ريتسيما نفسها إنه ما كان ينبغي لها أن تستخدم كلمة “بقايا الطعام”.
على الرغم من أنها لم تقصد أن تكون عبارة سلبية: “في العديد من الثقافات، من الطبيعي أن تطبخ الأمهات أشهى الأشياء، وبعد ذلك دائمًا ما يتبقى شيء، تلك البقايا ليست فضلات، إنها وفيرة وهي طعامهم، لقد وصفتها بمعالجة البقايا، لكن لم يكن في نيتي أبدًا التقليل من تصرف العائلة اللطيف”.
ومع ذلك، لا تزال أخصائية آداب السلوك تدعم موقفها بأن تقديم الطعام من العائلة لا يتطلب امتنانًا كبيرًا من الجار الهولندي: “أعتقد أن الامتنان كلمة كبيرة بالنسبة لطبق الطعام الذي يحضره الجيران، إلا إذا كان المتلقي يتضور جوعاً، إنه مثل عندما يسلم الجيران وردة لجار جديد، المتلقي لا يفيض بالامتنان، ولكن فقط يحب ذلك، يعتبرها لفتة لطيفة”.

توفير 50% على صيانة سيارتك وإصلاح جميع الأعطال مع شركة وكراج Huisarts Auto لصيانة وبيع وشراء جميع أنواع السيارات في روتردام

 

المصدر: Trouw