فرت عائلة سورية من منزلها بمدينة هيرلين إلى بلجيكا، بعد سقوط قنبلة حارقة على منزلهم، تقول الأسرة السورية أنها ضحية للعنصرية.
بينما يزعم جيرانهم في الحي أن الرجل تحرش بالأطفال والنساء وأن السلطات لم تتحرك.

 

صراع على الإنترنت
الصراع الذي حصل في الحي يتسم بكل سمات النزاع بين الجوار المتصاعد بشدة.
و لكن هذا الصراع يتم خوضه الآن أيضاً على الإنترنت، الأطراف المعنية تقدم اتهامات خطيرة ضد بعضها ذهابًا وإيابًا.
بدأت الجالية السورية في هولندا بتقديم عريضة تم التوقيع عليها مئات المرات لدعم الأسرة السورية المعنية، كما يتم تداول وسم أنا متضامن مع عائلة السقا، وباللغة الهولندية:
#Ik_solidariteit_met_Sakka، بشكل مكثف على الفيسبوك.
و من ناحية أخرى: السكان في الحي يشعرون بأنهم متهمون بشكل غير عادل بالعنصرية ويخشون من الانتقام.

في 14 نوفمبر، انفجر النزاع، الذي بقي خامدا منذ شهور، بعد رمي قنبلة ألعاب نارية على الجزء الخلفي من منزل العائلة السورية، تم تصوير الحادث، كما تم تصوير أعمال العنف الأخرى من قبل عائلة السقا ونشرتها على الإنترنت.
يمكنك أن ترى في الفيديو كيف يحاول أحد السكان اختراق منزل السقا حاملاً عصا.
قال محامي السقا، بيتر بولتون، إن الأسرة تعرضت للإعتداء بطريقة عنصرية، يقول على فيسبوك: “أشعر بالخجل من الطريقة التي عوملوا بها، فهذه ليست الطريقة الهولندية”.
وبحسب بولتون، هناك “اعتداء وتشهير من جانب الجيران”.
وقال المحامي عبر البريد الإلكتروني أن الجيران يظهرون محمد السقا على الفيسبوك على أنه شاذ جنسياً ومتحرش بالأطفال منذ سبتمبر 2019 ، و أن الجار وبقية الحي قرروا تولي الأمور بأيديهم لأن الشرطة والبلدية يفضلون تجاهل الأمر”.

الجيران المعنيين ومعهم ثلاثة جيران آخرين، لديهم قصة مختلفة:
تجمعوا في غرفة المعيشة لدى الجارة رامونا، ويخبرون كيف أن السقا وابنه المعاق عقليًا البالغ من العمر 17 عامًا كانا يضايقان النساء والأطفال في الحي منذ شهور.
يقول جانتجي فيلديرس: “ظل الابن يمسك بحفيدتي البالغة من العمر ست سنوات، وأراد أن يعانقها ويسحبها وراء السياج”، أكد الجيران الآخرون: “لقد قلب الطفلة رأساً على عقب و … بين ساقيها”.
ويقولون أن الأب السقا كان يندفع نحو الجيران، وتصف رامونا على فيسبوك كيف أن الرجل “ظل يلعق شفتيه ويمسك ..” عندما كانت تمر بجواره، و عندما أخبرته أنه لا يعجبها هذا، أصبح “عدوانيًا ومزعجًا”، وأكد محاميها ألبير سينار : “أن ما كتبته على الفيسبوك صادق، وأن أي اتهام بالتمييز أو العنصرية غير صحيح بشكل قاطع”.
تروي الجارة أنطوانيت كوخ كيف التقط الرجل السوري صوراً ومقاطع فيديو للأطفال في المدرسة الابتدائية في الحي: “حفيدتي هناك أيضًا، طردته المدرسة ولم تسمح له الشرطة بالتواجد بها”.
تروي جارة ثالثة تريد عدم الكشف عن هويتها كيف كان الرجل يأتي إلى بابها بانتظام: “ظل يناديني سيدة جميلة، أراد أن يقدم لي الطعام وأزعجني بفرض نفسه”.
يقول ابنها: “أخبرت الشرطة أن هذا يجب أن يتوقف، وإلا كنت سأتصرف بنفسي”.
وفقا للجيران، قام الرجل بتصرفات جنسية أكثر وخلع سرواله في الحديقة، كما أحدث الكثير من الضوضاء: “موسيقى صلاة صاخبة، قرع على الدرابزين في الساعة 11 مساءً، قرع على بابنا الأمامي”، وأن تصرف السلطات كان غير جدي.
يقول فيلدرس: “نصحتني الشرطة بعدم الإبلاغ، لأن الأمر سيبدو كما لو كنت أرغب في تأليب الحي ضد السقا”.
في 21 أغسطس، حصل اجتماع مع شركة الإسكان فينسيو وضابط الشرطة المحلي، كما تقول السيدات. لم يسفر الاجتماع إلا عن القليل، واستمر الإزعاج والصراع.

وقالوا إن رمي قنبلة الألعاب النارية يوم 14 نوفمبر كان رد فعل من شاب يسكن في المنطقة له إخوة وأخوات في تلك المدرسة الابتدائية”، وقيل إن الهجوم جاء ردا على التصوير في المدرسة والتحرش بالأطفال في الحي.
تقول السيدات في انسجام تام: “إنه لأمر فظيع أن يتم وصفنا الآن بالعنصريين، لقد ساعدنا دائمًا هذه العائلة في كل شيء منذ البداية، الحي متعدد الثقافات للغاية وليس لدينا مشاكل مع أي شخص، فقط مع هذه العائلة، و هذا لا علاقة له بأصلها، بل له علاقة بالسلوك”.
يقول فيلدرس: “أريد الخروج من هنا، أخشى الأعمال الانتقامية من الجالية المسلمة”.

دعوى سابقة
قصة الجيران مدعومة إلى حد ما بقرار محكمة صدر مؤخرًا، حيث أرادت شركة الإسكان فينسيو إخلاء عائلة السقا من منزلها بسبب الإزعاج المستمر.
ورفض القاضي هذا الطلب في 4 نوفمبر لأن الإجراءات الموجزة لم تكن هي الطريقة الصحيحة ولم تفعل السلطات (حتى الآن) الكثير لحل هذه المسألة.
وجاء في الحكم أن “وجود مضايقات (من قبل الأسرة السورية) أمر معقول بما فيه الكفاية”.
صرحت شركة فينسيو أثناء المحاكمة أنه لا يوجد منزل آخر متاح للعائلة، و حسب القاضي، فإن شركة الإسكان لم تبذل جهوداً كافية قبل الشروع في الإخلاء.
وبحسب القاضي أيضاً، فإن دور الجيران في النزاع غير واضح بما فيه الكفاية، حيث تم تقديم البلاغات من كلا الجانبين.

بلدية هيرلين
تم ابلاغ بلدية هيرلين بالفعل بالمسألة في نهاية نوفمبر، و لا يريد عضو المجلس فان زوتفين قول أي شيء ويشير إلى رئيس البلدية رويل ويفرز الذي يتحدث عن “اضطرابات خطيرة بين الجيران و نحن نفعل كل ما في وسعنا لاستعادة السلام “.
و أنه لا يعلم بقضية القنبلة الحارقة: “النظام العام هو أمر يخص الشرطة، يجب أن تكون هناك للحصول على معلومات حول الحوادث”.

يشعر مدير شركة السكن بيتر كانيلس بالصدمة عندما يسمع عن الموقف المتصاعد، “قنبلة حارقة؟ لم أكن على علم بذلك، سأكتشف هذا”، كما قال مساء السبت.
ولم تكن إدارة المدرسة الابتدائية متاحة للرد يوم السبت.

السقا: هذه أكاذيب
محمد السقا ينفي من بلجيكا من خلال مترجم على الهاتف، جميع المزاعم ضد عائلته، حيث قال: “الجيران لا يريدون القادمين الجدد، يريدوننا خارج البلاد، كل شيء يشير إلى العنصرية”، و يقول إنه لم يزعج أحداً ولم يلتقط صوراً في المدرسة، وأن كل ذلك أكاذيب.
“لم يريدوا مني اصطحاب أطفالي إلى تلك المدرسة، هؤلاء الجيران يتأثرون جميعًا بالجار الذي أتشاجر معه”.
يقول السقا إنه قدم شكوى بتهمة التشهير، و يود العودة إلى هولندا، ولكن يفضل ألا يعود إلى ليمبورخ: “الآن لا يمكنني العودة، إنها غير آمنة”.
أرادت مؤسسة الاشتركيون الدوليون تنظيم “مظاهرة تضامن” بسبب سلوك “الجيران العنصريين” لكنهم أوقفوا ذلك، لأن الأسرة السورية لا تريدها.
قالت المتحدثة جانيك برينز : “لا يهم ما إذا كان الفيديو على الفيسبوك صحيحًا بنسبة 100٪ ، فنحن لا نتعامل مع اللاجئين بهذه الطريقة، وليمبورخ ببساطة لديها مشكلة عنصرية، كلنا نعرف ذلك “.

اقرأ أيضا:

عائلة سورية تتعرض للعنصرية والتهديد والعنف من جارهم والسلطات تقوم باخراجهم من منزلهم في مدينة هيرلين الهولندية

 

شركة و كراج FRMI لصيانة وبيع وشراء جميع أنواع السيارات في روتردام:

 

المصدر: De Limburger